لحم طازج في المقبرة
لحم طازج في المقبرة |
في هذه القصة سنرى كيف يمكن للفطرة البشرية أن تنتكس لدرجات لا يمكن تصور وجودها؟!!
لا يرتبط الأمر بدين أو أعراف أو تقاليد أو أي شيء آخر.
انتكاس وانحطاط رهيب ,
القصة جريمة حديثة مؤسفة وصادمة .
أرجو الحذر قبل القراءة لبشاعة القصة.
-----------------------------------------------
اليوم لنا موعد ولقاء في شرق آسيا,
باكستان...
يوم 2 أبريل 2011 ماتت الفتاة الشابة ذات ال24 عام "سيرة بيرفين " في قرية جبلية نائية اسمها "داريا خان "تابعة لمقاطعة البنجاب الباكستانية.
سيرة عاشت حياة تراجيدية قصيرة, عانت من سرطان الحلق وماتت بسببه. أسرتها أقامت لها جنازة مهيبة ودفنتها في مقبرة القرية.
في اليوم التالي 3 أبريل ذهبت العائلة المكلومة لزيارة قبر ابنتهم المتوفاة .
عند زيارة القبر لاحظت الأسرة شيء غريب . بدت التربة متعرجة كأنما تم حفرها بعد أن دفنت الجثة.
على الفور قامت الأسرة بفتح القبر للإطمئنان على جثة سيرة وهنا كانت الصاعقة التي وقعت فوق رؤوسهم..
القبر خالي تمامًا والجثة غير موجودة.
في البداية فكر أهل سيرة أن جثمانها قد تمت سرقته من أجل بعض الدجالين والسحرة للقيام بطقوس سحر أسود .
تواصلت العائلة مع الشخصيات الهامة والمؤثرة في البلدة للتدخل لمعرفة مصير جثمان سيرة كما قام أخوها "لجاز حسن " بإبلاغ الشرطة بالواقعة.
وصلت الشرطة إلى القرية للتحقيق في الواقعة وكان أول من قامت باستجوابه هو "غلام حسين بالوش" حارس المقبرة العجوز ذو ال67 عام.
غلام أخبر الشرطة أنه رأى أخين شقيقين أسمائهما : محمد عارف ومحمد فرمان علي , أعمارهما 34 و 37 عام يذهبان إلى المقبرة أحيانا وفي أيديهما معاول وحقائب .
استجوبت الشرطة بعض أبناء القرية القريبين من المقبرة وذكروا نفس الشيء عن الأخوين.
قامت الشرطة بإستئجار " خوجي" وهو محقق مدني متخصص في جمع الشهود وسماع الشهادات والمساعدة في مثل تلك القضايا.
أكد الخوجي والحارس والشهود كلهم أن الأخوين مسؤلين عن اختفاء جثة سيرة لذلك قامت الشرطة يوم 4 أبريل وبحضور كبار رجال القرية باقتحام منزل الأخوين الذي يقع على مشارف القرية.
عندما دخلوا البيت كان محمد عارف نائم في غرفته بينما كان أخيه محمد فرمان غير موجود في البيت بينما كان والدهما وأختهما المضطربة عقليا موجودين في البيت.
منزلهم الذي حدثت به أبشع جريمة |
بعد تفتيش سريع للمنزل طلبت الشرطة مفتاح غرفة فرمان علي.
بمجرد أن حصلوا على مفتاح الغرفة ودخلوها زكمت أنوفهم رائحة الشواء واللحم الميت
تقدم رجال الشرطة إلى داخل الغرفة, في منتصفها كان يوجد وعاء به لحم مطبوخ بالكاري وبجواره لوح خشبي وفأس جزار وسكين مطبخ كبيرة.
يبدو أن الطعام قد اجتذب النمل , لاحظ رجال الشرطة خيط من النمل يمتد أسفل فراش فرمان علي .
انحنى رجل الشرطة أسفل الفراش وهناك وجد بعض الحقائب، نحاها جانبًا, خلفها كان يوجد جوال من الخيش تصدر عنه رائحة خبيثة لا تطاق.
أخرج الرجل الجوال وفتحه وبداخله وجدوا جسد سيرة الميت. رجلاها كانتا مفقودتان .
الساقين مقطوعتان من أسفل الركبة.
كان الإكتشاف صادم لرجال الشرطة وأهل القرية والصدمة الأعنف كانت من نصيب أهل سيرة. بعد ذلك وعندما قامت الشرطة بإرسال الإناء لتحليل ما فيه إلى معمل في مدينة "مولتان" بالطبع اكتشفوا أن الكاري مصنوع من بقايا سيرة.
وعاء به لحم مطبوخ بالكاري وبجواره لوح خشبي وفأس |
بعد العثور على بقايا جثمان الفتاة في البيت واصلت الشرطة التفتيش بدقة في كل أنحاء المنزل .
في الفناء الخلفي للمنزل عثروا على شظايا عظام وجمجمة لكلب والعديد من الحفر وكذلك بعض التوابيت ومعدات الحفر .
بالحفر في الفناء عثروا على بعض بقايا الجثث البشرية والعظام لأشخاص تم تحديد هويتهم فيما بعد من خلال الأطباء على أنهم أشخاص موتى بالفعل في أوقات سابقة. بعدها أعيد دفن الجميع في قبورهم.
بعد القبض عليهم اعترف محمد فرمان علي أنه قام بسرقة 5 جثث من مقبرة البلدة بغرض تناول لحومها كانت أول تلك الجثث في سبتمبر عام 2010 .اربعة جثث كانت لأطفال والخامسة لامرأة كبيرة.
اعترف محمد فرمان علي أنه قام بسرقة 5 جثث |
اعترف أنه كان يطهو لحومهم ويضعها في التخزين ويقوم بتناول قطع منها كلما شعر بالجوع.
في غضون ذلك اعترف محمد عارف أنه كان على علم بتصرفات أخيه لكنه نفى بشدة أن يكون مشارك أو متواطئ فيها, عارف قال للشرطة : "كثيرا ما وجدت بعض اللحم الذي قمت بتخزينه وقد فقد , أعتقد أن فرمان كان يستهلكه"
فرمان كان يعاني من مرض عقلي بينما كان عارف مدمن هيروين |
عرفت الشرطة أن فرمان كان يعاني من مرض عقلي بينما كان عارف مدمن هيروين كما كانت أختهم وخالتهم تعانيان من أمراض عقلية. قامت الشرطة بإلقاء القبض عليهما أيضًا لكنها أطلقت سراحهما بعد أن عرفت أنهما غير متورطتين في القضية.
لكن بعد بضعة أيام فقط من اكتشاف القضية وجدوا الأخت ميتة غرقًا في مياه قنال قريبة.
أثارت الحادثة غضب رهيب في القرية وقد صرح السكان المحليين أنهم يريدون شنق الإخوة الاثنين ولذلك أخذت الشرطة احتياطاتها بوضعهما في زنزانة ذات إجراءات أمنية قصوى وفي الأثناء واصلت تحقيقاتها في القضية.
الآن نأتي للسؤال الرئيسي قي القصة :
لماذا ؟ !
تعالوا نقرأ ما قاله فرمان علي:
" قام والدي بقتل والدتي أثناء طفولتنا كما عذبني كثيرًا , هذه هي الأسباب التي دفعتني لتناول اللحم البشري "
لكن في الواقع كان هناك الكثير مما اكتشفته الشرطة بالبحث في تاريخ وخلفية الأسرة.
ولد عارف في العام 1974 بينما ولد فرمان عام 1977 في قرية داريا خان الجبلية النائية , والدهما اسمه خليل أحمد , كان خليل يملك قطعة صغيرة من الأرض الزراعية يعيشون من زراعتها.
وبينما ادعى فرمان أن والده قتل والدته فقد أوضح بعض سكان القرية أن والدته قد ماتت بسبب سوء التغذية أو ماتت أثناء حملها.
وللأسف لم يمض وقت طويل على وفاة الوالدة حتى قام واحد من الإقطاعيين هناك بأخذ أرضهم الزراعية بالقوة مما تسبب في تجويع الأسرة.
انعكس ذلك على سلوك الوالد وجعله يعتدي على الولدين بالضرب ويتعامل معهما بعنف .عارف ومنذ طفولته كان يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية بينما كان فرمان خجولا للغاية وغالبا ما ظل بعيدا عن المشاركة في أي مناسبات اجتماعية.
وبسبب أرضهم التي تم اغتصابها بالقوة منهم وبسبب الجوع وعدم وجود الغذاء لجأ الأخوين لأكل الأعشاب وورق الشجر وكلما طلبوا الطعام دفعهم والدهم لأكل الأعشاب.
لم تكن الأعشاب تسد رمقهم ونتيجة لذلك لجأ الولدين ودون علم الوالد لأكل أي حيوان ميت يقع تحت ايديهما.
تطور الأمر معهما فأصبحا يأكلا لحم الأطفال الصغار الموتى الذي يستطيعون الحصول عليه. فور أن كبر الولدين وأصبحل أقوياء بدءا يضربا والدهما ثم قاما بطرده من منزل الأسرة كنتيجة لتصرفه معهما في الصغر ولأنه تركهما يواجهان الجوع لفترة من الزمن بمفردهما.
وفقًا لبعض السكان المحليين , لم يكن الشابين بتلك الصورة البائسة دائما , فقد كان فرمان علي ذكيًا ودرس العلوم في الصف العاشر قبل أن يترك الدراسة ويعزل نفسه فجأة عن المجتمع المحلي.
كان لدى الشرطة نظرية مختلفة عن دوافع فرمان وعارف للقيام بما فعلا...
تتعلق نظرية الشرطة بموضوع زواج وفشل وانفصال وأطفال , دوافع تعود للكبرياء والكرامة والإنتقام.
كان عارف وفرمان متزوجان, عارف لديه طفل وفرمان لديه خمسة أطفال لكن الإثنين طلقا زوجتيهما.
غادرت الزوجتان وأخذتا معهما الأطفال, كان الأخوان يعتقدان أن زوجتيهما هربتا مع رجال آخرين , بعدها مباشرة بدءا في أكل الجثث من أجل " كسب الرجولة" كما ذكرت نظرية الشرطة.
تتبعت الشرطة تلك النظرية وبدأت تبحث عن الزوجتين بالفعل.
عندما وصلت إليهما وبدأت استجوابهما ..
قالت الزوجتان أنهما تركتا منزل الزوجية لأن الأخين لا يعملان كما كانا يعتديا عليهما بالضرب والإهانة دائما كما يقوما بحبسهما في المنزل وغلق الابواب ويخرجون في ساعات غريبة من الليل من البيت دون أن تعرف الزوجتين السبب.
في النهاية قدم عارف اعترافات مثيرة أخذت القضية إلى طريق مختلف ...
قال عارف أن لديه دوافع أخرى لأكل لحوم البشر .
أوضح أنه ذات مرة قام بزيارة ساحر أسود نصحه بأكل بقايا الكائنات الحية من أجل حسن الحظ ومن أجل مستقبل أفضل لأبنائه !
تحقيقات الشرطة أثبتت أن الإخوة كانا على اتصال برجل مشتبه به كساحر تم القبض عليه وهو يحاول سرقة جثة من سنوات لكن الشرطة لم تستطيع العثور على الساحر أبدًا والذي اختفى بلا أثر.
اعترف فرمان علي كذلك بكتابة آيات قرآنية بالعكس لعمل تعاويذ شيطانية ووضعها أمام بيوت جيرانه.
ورغم كل ذلك لم يتم تحديد أي دافع من كل ما سبق كسبب أساسي قاطع لأكل الجثث من قبل الأخوين.
لكن المؤكد هو أن الحادث درجة هائلة من الصدمة والرعب ليس فقط في القرية ولا المنطقة المحيطة ولكن في باكستان كلها. تلقى الأخوين والأسرة كلها مئات التهديدات بالذبح والقتل والطرد من المنطقة.
كان الكل مذعور , مصدوم , غير مصدق لما حدث , انتشرت نظريات المؤامرة والقصص الغامضة الغريبة حول القضية .
تخلى الكثير من أهل القرية وبعض القرى عن أكل اللحوم بصفة عامة لفترة بينما أسرع كل أهل القرية تقريبا إلى المقابر وقام بفتحها للتأكد من وجود جثث موتاهم في القبور.
لجأ البعض لصب الأسمنت فوق القبور لضمان عدم فتحها.
قام السكان في العديد من مناطق باكستان بمظاهرات واحتجاجات ضد الأخويين كما قطع سكان قريتهم الطريق وأغلقوا مداخل ومخارج القرية للضغط على الحكومة لتوقيع أقصى عقوبة على الإثنين.
هناك جانب آخر هام لابد من ذكره ,
يعتقد الكثير ومنهم رجال شرطة أنفسهم والبعض صرح لوسائل الأعلام بأن السكان المحليين يعرفون أكثر مما ذكروا للشرطة وأنهم يعتقدون أن الأخين يمارسا أكل لحوم الموتى من سنوات طويلة وليس من عام واحد كما ذكروا. البعض ذكر وقائع قديمة لاختفاء جثث أطفال , كما ذكر أن فرمان كان يهدد البعض علنا أحيانا بسكين ويذكر أن لديه صلات بأشخاص هامين على الرغم من عدم صحة ذلك .
محاولة التعتيم والتغطية على تصرفات وجرائم الأخوين كانت ناتجة عن خوف من العار والفضيحة من أهل عشيرتهم في مجتمع قروي مغلق.
لكن هل تعرف ما هو الأسوء من كل ذلك...
الحكم الذي صدر على الأخوين !
في ذلك الوقت لم يكن لدى باكستان قوانين ضد أكل اللحوم البشرية , بالطبع كانت الواقعة سابقة لم يضعها مشرعي القانون في حسبانهم.
كان رجال الشرطة يعاملون الأخوين على أنهما من المجرمين التافهين قليلي الشأن,كما رفضوا طلبات المحامين بفحصهم من قبل أطباء نفسيين وقالوا أنهم يتصرفون بشكل طبيعي أثناء حبسهم في الزنزانة.
المحامي الذي تم تعيينه قال في تصريح له : " إنهم ليسوا مجانين, هم مجرد حمقى "
في النهاية قضت المحكمة عليهما بالسجن لمدة عامين فقط بتهمة تدنيس المقابر والاعتداء على ممتلكات الآخرين.
في مايو عام 2013 أفرجت السلطات عن عارف وفرمان لكن السكان كانوا في غضب عارم بسبب هذا الإفراج فقاموا بتنظيم الاحتجاجات وأشعلوا النيران في الإطارات وأغلقوا الطرق وأوقفوا حركة المرور.كما هددوا علنا بالقبض على الأخوين و اعدامهما علنا مما دفع الشرطة لأخذهم بعيدًا عن المنطقة.
يوم 3 أغسطس 2013 تعقب مراسل بي بي سي عارف من أجل القيام بمقابلة معه .
قابل بعض أقارب الأخوين وقد نفى أحدهم أن يكون الأخوين أكلة لحوم بشر ولكنهما ضحايا لغيرة جيرانهم .
عندما قابل المراسل عارف وجده مهتم بنفسه وحذر في كلامه و مهتم بشدة بعنصر الأمان , قال عارف أنه كان يأمل ألا يحدث أي شيء مما حدث وأنه لن يحدث مرة أخرى , قال بالنص للمراسل :
"كل شيء على ما يرام ...إن شاء الله" لكن هل كانت بالفعل تلك هي نية عارف وأخيه.
كان منزلهم القديم قد ترك مهجورًأ وهما الآن يقيمان في منزل جديد في منطقة مختلفة.
يوم 14 أبريل عام 2014 أبلغ جيران الأخوين – في بيتهم الجديد – عن رائحة كريهة جدا تخرج من عندهم.
ولأن الشرطة في المنطقة كانت على علم بخلفية الأخوين فقد أخذت الأمور بمنتهى الجدية وقامت باقتحام البيت على الفور.
أثناء التفتيش وجدت الشرطة جمجمة بشرية لطفل يبلغ من 2 إلى 3 سنوات وعاد نفس السيناريو القديم يتكرر بالضبط , كان فرمان غائب عن البيت. بدأت الشرطة البحث عنه في كل أنحاء المنطقة حتى وجدته واعتقلته.
نفى عارف مرة أخرى أكل الطفل ولكنه اعترف بمعرفته بتقطيع أخيه للطفل وطبخه بالكاري.
قامت الشرطة بفحص كل قبر في المنطقة بعدها خرجت بتصريح صادم يتحدث عن احتمالية أن يكون الأخوين قد دنسا مئات القبور وسرقا مئات الجثث وأكلاها.
هذه المرة تحايل رجال القانون لتنفيذ أقسى عقوبة على المتهمين. المدعي العام بنفسه قال أن الرائحة الكريهة التي أزعجت الجيران ونشرت بينهم الخوف تعتبر عملًا إرهابيًا وبالتالي تم محاكمتهم بتهمة الإرهاب . يوم 11 يونيو عام 2014 حكمت محكمة باكستانية على الأخوين بالسجن لمدة 12 عام وتغريم مبلغ قدره 700.000 روبية باكستانية.
كما قام المشرعون في باكستان بتشريع قانون يحظر أكل لحم البشر ويقضى بعقوبة قاسية على من يفعل ذلك.
توفى عارف في السجن من المرض بينما تم الإفراج المبكر عن فرمان .
هل تعرف كيف عرفنا أنه تم الإفراج عنه ؟
تقدم أشخاص ببلاغ رسمي للسلطات ضده بسبب مشاهدته في المقبرة المحلية وهو يحرق نسخة من القرآن الكريم.
تمت
تعليقات
إرسال تعليق