القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

الحشاشون أو The Assassin’s

 الحشاشون أو The Assassin’s

واحدة من أشهر الطوائف والجماعات في التاريخ..

البداية 

كانت من هنا بمصر، لما تُوفيَّ الخليفة الفاطمي المُستنصر بالله وبقى عرش الدولة الفاطية بإنتظار الخليفة الي بعده..

أثناء الفوضى السياسية إلى تبعّت فترة وفاة المُستنصر بالله، كان في طالب عِلم صُغير في السن يتبع المذهب الشيعي "الإسماعيلي" بس نظرًا للي بيحصل قرر أنه يسيب مصر اعتراضًا على القرار الي أخذه صانعي القرار في مصر وقتها..

الخلاف أصلاً كان على الخلافة ووراثتها ما بين "نزار المُصطقى لدين الله" الابن الأكبر للمُستنصر بالله، وأخوه "المُستعلي بالله" ..

بس فوّر ما كفة "المُستعلي بالله" رجحت وسط الوُزراء، تم تنصيب "المُستعلي بالله" خليفة للدولة الفاطمية، و أول قرار أخذه كان الأمر بسجن أخوه "نزار" في السجن..

القرارات دي طبعـًا معجبتش المُعارضين والي كان منهم الشاب الي حكيت لك عليه فوق ده اللي اسمه حفرة التاريخ "حسن الصبّاح" ..

يقرر حسن أنه يرجع تاني على بلاده بفارس عشان ينشُر المذهب الاسماعيلي ويبتدع طائفة جديدة، اسمها الإسماعيلية "النزارية" ودي طائفة زيّ ما قولتلك قبل كده تابعة لإسماعيل بن جعفر الصادق..

والنزارية هي الي مُؤمنة إن الإمامة والولاية الحقيقية في إيد "نزار المُصطفى" مش أخوه "المُستعلي بالله" ..

يعيش "حسن" وسط الناس يدعو للطائفة الجديدة ويعلِّم الناس أصول العقيدة "الاسماعيلية" وبعدين ياخد حاجته وينتقل لما يُسمى بقلعة "الموت" في شمال فارس..

القلعة دي كانت مُميزة جدًا وتُعتبر من أخطر الأماكن على الأرض وقتها بيسكُنها رجُل ومعاه الحاشية بتاعته، قلعة مُحصنة فوق الجبل ملهاش غير طريق واحد للصعود والنزول منها..

والطريق ده مُقام عليه تحصينات منيعة، وغير كده كان عامل زيّ المتاهة، يعني لازم حد من جُوّة هو الي يطلع يجيبك، والقلعة تقع أعلى نُقطة في الجبل وبعُلوّ عن مُستوى سطح البحر رهيب..

فأنتَ يا رفيق لو فيها، هتحسّ حرفيـًا إنك مفصول عن العالم بشكل كُلي..

المُهم بحسب الإشاعات..

القلعة دي كانت مليئة بالحقول الخضراء، والي كان في منها مزروع بنبات الحشيش، وحاكم القلعة وحاشيته كانوا بيقعدوا سويًا كده في سهرات لولبية يدخنون الحشيش طول الليل..

حسن الصبّاح كان كوّن مجموعة كبيرة من التابعين له في فارس، وفي يوم طلب أنه يروح يُقيم في قلعة الموت دي وفعلاً حاكم القلعة وافق..

بداعي إنه طالب علم ومُضطهد من الحُكام السلاجقة بفارس..

وفي ليلة، كعادة حاكم القلعة دي مُجتمع مع الرجال والحاشية ويدخنون الحشيش في المجلس الخاص والدنيا صهللة..

الكُل غارق في الأوهام، إلا حسن الصبّاح الي كان فايق وسطهم وسابهم غارقين في الخيال ونزل عن القلعة وقاد رجاله وأتباعه لداخل القلعة وحاصرها من جُوّة..

ومرة واحدة رجع تاني وقعّد وسط المجلس..

واستنى لحد ما الكُل قارب على الإفاقة وقام هامس في أذُن صاحب القلعة.. حان وقت رحيلك..

الراجل ضحك ومصدقش في الأول، لكن فجأة لقّى في رجال بسلاح مُلثمين مُحاوطينهم من كل اتجاه، فنزل على الأمر فورًا وبكده استولى حسن الصبّاح على قلعة الموت..

وتبدأ رحلة دولة الحشاشين بين صفحات كتاب التاريخ يا رفيق..

 تأسيس عقيده الحشاشين 

أسس "الصبّاح" لدولته الي تتبع العقيدة الشيعية الاسماعيلية النزارية فوق قلعة الموت وتكاثر أتباعه، وبدأ يُلقي فيهم تعاليمه، والي كانت عاملة زيّ السم وبدأ يختار منهم الدُعاة والحُراس والجنود..

من ضمن مجموعة الجنود دول، أسس فرقة اسمهم "الفداوية" ودول ناس فدائيين زيّ ما باين من الاسم مُهمتهم دومًا الاغتيالات..

يغتالوا رؤوس الدُول والمُنظمات والجيوش، بشكل مُفاجئ وسط الجموع..

ومش مُهم بعدها يموتوا، وده كان شكل خطير جدًا من أشكال الحرب..

إن الإنسان نفسه بعقله وتفكيره وقوته الجبارة يكون سلاح مُندفع بالشكل ده لمصير حتمي زيّ الموت دون رهبة ولا خوف..

بس إزايّ يقنع الناس دي بحاجة زيّ دي..؟

الجنة يا رفيق..

لأ، مش الجنة بتاعتنا، ده هو عمل جنة جُوّة القلعة المُميتة دي..

والي كانت بحسب أوصاف "ماركو بولو" الرحالة الإيطالي..

حقل أخضر واسع مليء بالخيرات وفيه أنهار يجري فيها الحليب والعسل والماء النقيّ، ونبتة الحشيش ومملوء بالحسنوّات الراقصات العاريات..

فكان يجيب الفدائي من دول، ويشربه من نبتة الحشيش وبعدين يُؤمر الجنود افتحوا له أبواب الجنة يُدخل يعيش فيها، يشوف كل أشكال النعيم..

هناك يُدخله "حسن الصبّاح" ويُملي عليه مُهمته وإنه عشان يرجع تاني هنا للجنة لازم يفتدي نفسه بتنفيذ المُهمة..

ولما يفوق يلاقي نفسه لسّه في قلعة الموت، ولسّه حاله زيّ ما هو فيُقدم فورًا على تنفيذ المُهمة..

بُص أنتَ عارف يا رفيق أيه الفروق ما بين الدوافع والحوافز..؟

الدوافع هي الي بتخليك تقوم من النوم عشان تروح شُغلك، والحوافز زيّ المُكافأة الي هتحصُل عليها لما تعمل كده..

فأنتَ عشان تقدر تنظم حياتك وتسيطر عليها، لازم تُحدد دوافعك وتتعرف عليها بشكل واضح، وتتعامل مع الحوافز مش إنها "دوافع" وإنما مُكافأة..

بمعنى إني دافعي الأكبر في الدُنيا دي إني أدخل الجنة، حوافزي مثلاً الثراء أو الزوجة الصالحة، وغيرها، ومش معنى إن الحوافز مش موجودة فأنا أنسى الدافع الرئيسي..

الفصّل ما بين الاتنين هيريحك جدًا، ويُصفي ذهنك..

وده مكنش حال "الحشاشين" ..

الي اختلط عليهم بفعل فاعل الفارق ما بين الدوافع والحوافز بسبب أفعال وتعاليم الصبّاح المسمومة الي دسّها في عقولها عُنوّة..

مع الوقت، الحشاشين بقوا هُما الإسم الأقوى للعقيدة الإسماعيلية وهُما المُممثلين الأساسيين لها في كل مكان، وبقى ليهم قُوة ومكانة رهيبة وده ليه..؟

لأنهم غير قابلين للكسر..

في الأول لازم تفهم إن السلاجقة أول ما عرفوا بموضوع سيطرة "الصبّاح" حاولوا في الأول اقتحام قلعة الموت دي ولاكن مُحاولات كتير فشل أكبر..

لدرجة إن بمرة من المرات حسن الصبّاح كان معاه بس "70" شخص وقدروا فعلاً يتصدون لاقتحام السلاجقة و أوقعوا بهم شر هزيمة..

وانتقامًا من مُحاولة الاقتحام دي، في يوم من الأيام كان "هودج" الوزير السلجوقي "نظام المُلك" معدي في الشارع لما لمح رجل صوفي مُرتدي زيّ مُهتريء وماشي ببطء شديد وبيحاول يُنادي عليه وسط الجموع..

فتوقف "نظام المُلك" الي كان معروف بتديُنه الشديد عشان يشوف الراجل الصوفي ده ويُلبي رغبته..

ولكن فوّر ما اقترب الرُجل من "الهوّدج" طعن "نظام المُلك" وسط جنوده عدة طعنات خلته يموت فورًا فيتم القبض على الرجُل..

ومع استجوابه، يتضح لُهم من كلامه إنه مُجنّد لدى بعض كبار رجال الدولة السلجوقية لقتل "نظام المُلك" وأخوه، فيثور غضب العائلة الملكية ويقرروا إعدام كل اللي الراجل ده قال عليهم..

بس بعدها الراجل ده بيشرب كمية من الخمر وبيقرّ ويعترف بكُل حاجة أنه من الحشاشين أصلاً وإن الي خلاه يعمل كُل ده حتى الشهادة التي تسببت في إعدام بعض الوُزراء دول، فيقتلوه فورًا..

وعشان كمان يفرضوا سيطرتهم أكتر وأكتر بعد ضربهم للمعاقل السياسية للسلاجقة يقرروا يضربوا الذراع الديني..

يغتالوا إمام المسجد الأكبر يوم صلاة الجُمعة على المنبر..

أثناء الصلاة والإمام بيُلقي الخطبة يقتحم واحد من الحشاشين الصفوف ويغتال الإمام الأعزل قدام كُل المُصلين..

وعلى العموم تعاظمت قُوتهم وعددهم ومبقاش حد قادر عليهم وبقوا يغتالوا كل رؤوس الدُول والوُزراء اللي بيعادوهم بنفس الطريقة..

طريقة لا تحتاج جيش ولا بشر كتير، هو يادوبك شخص واحد يفتدي نفسه مُقابل دخول الجنة..

في الوقت ده كان الصراع على أشده ما بين الدولة العباسية والفاطمية ومش بس كده، وبدأت الحملات الصليبية كمان على فلسطين..

وكان الكُل مُنشغل في الحرب ضدهم، فقدر الحشاشين إنهم يسيطرون على أماكن لحُكم الدولة العباسية في الشام والعراق بسُرعة فظيعة وبسهولة..

جيشهم كان مُرعب وطريقة عيشتهم وزيهم الي كان مُتعمد يداري شكلهم ويُخفي شكل عيونهم كان مُرعب، وكان ليهم "صيت" فظيع..

لدرجة إن مع تلاحمهم ضد الصليبيين الي أحيانًا كانوا ضدهم وأحيانًا تلاقيهم مُتحالفين معاهم على حسب المصلحة مش العقيدة يعني..

دول حاولوا يغتالوا "صلاح الدين الأيوبي" مرتين لمصلحة الصليبيين وفشلوا صحيح في المرتين، بس ده بيقولك حقيقة الناس دي كانت إيه..

المُهم..

أخدوا "صيت" وشُهرة فظيعة ومُخيفة وسطهم، وكانوا ينفذون تعليمات حسن الصبّاح الي كان زيّ نبي أو إله وسطهم بيعظموه ويبجلوه بشكل فظيع..

فالإسم "حشاش" انتقل للُغة الانجليزية عشان تبقى Assassin وتعني قاتل قناص..

والقلعة الي كانوا عايشين فيها هي كمان نالت شُهرة فظيعة، على إنها قلعة لا يُمكن الولوج اليها أو منها..

حسن الصباح عاش فيها 30 سنة دون أن يخرُج منها ، فيها كان بيقرأ و يستزيد بمعلوماته ومواعظه، ويُلقي تعاليمه على المُريدين اللي كانوا بيحبوه بشكل هستيري و ينفذوا كل أوامره حرفيًا..

نهاية الحشاشين

وبعد موت "حسن الصبّاح" توارث الحُكم من بعده، ناس مشيت على نهجه وعلى نفس مبدأه..

الاغتيالات العسكرية وقطع رؤوس الإمارات، ومن ثم السيطرة عليها بفرق عسكرية بسيطة..

الموضوع يبدو ليك سهل وبسيط، وأنه هيستمر بالشكل ده للأبد لأن صعب اختراق قلعتهم ومُستحيل تفهم هُما بيخططوا لأيه بُكرة..

بس مع اقتحام المغول واسقاطهم الدولة العباسية "هولاكو" كان عنده هاجس كده بأنه لازم يسيطر على قلعة الموت ويقضي على الحشاشين..

فأخذ جيشه وطلع على هناك، واحتشدت القُوات عند قلعة الموت أيام وأسابيع وشهور..

لحد ما بعت قائد الحشاشين آنذاك بخطاب ل "هولاكو" بيقوله "نتفاوض..؟" فهولاكو قاله انزلوا من فوق وأنتم في حمايتي، فوافق الحشاشين وآمنوا لهولاكو..

الي أول ما نزلوا أمر بقطع رؤوسهم جميعًا، رجالاً وشيوخًا ونساء وأطفال..

عشان يتم الاستيلاء أخيرًا على قلعة الموت، الي فضلت حصن منيع قُصاد أي حد يفكر في يوم أو يُحاول أنه يقتحم أسوارها..

وتنتهي طائفة الحشاشين للأبد..

بس تفتكر..؟

طيب أنت يا رفيق..

الحشاشين دلوقتي موجودين وسطنا بس بإسم تاني..

الآغاخانية..

دي جماعة اقتصادية بتعمل في الخفاء موجودة لحد النهاردة وتمتلك أكثر من خمسين بنك دولي "مُعلّن عنه" وأكتر من مئات المُؤسسات الاقتصادية الكُبرى وكتير من وسائل الإعلام..

يعنى هى تمتلك مجموعة AKDN للتنمية الربحية وغير الربحية..

الحركة دي يا رفيق هي عُبارة عن فلول الحشاشين الي هربوا من مجزرة "هولاكو" زمان وده نسلهم واسمهم دلوقتي زي ما قولت لك "الآغاخانية" وفي الستينات من القرن الماضي بدأت تتفرع وتتوسع لدرجة إنها تمتلك دلوقتي أكتر من 150 مُؤسسة ربحية..

وبيُرأسها شخص بياخد لقب "الآغاخان" وكده..

وكُل ده لخدمة مصالحهم هُما، على حسابك أنتَ وأنتَ ولا تعلم عنهم حاجة..

وعشان كده نقول لكاتب التاريخ متقفلش صفحاتك استنى..

لسه في صفحة بتتكتب بس بالحبر السري..

بس كده يا رفيق..

متنساش يا رفيق تسيب رأيك في التعليقات تحت وأنا هرُد على الكُل، ولو أول مرة تقرأ لي فياريت تعمل فولو لصفحه الفيس وتفعل الSee First أو النجمة الي فوق دي..

تعليقات