القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

الهبوط على القمر: حقيقة أم مشهد سينمائي ؟

الهبوط على القمر: حقيقة أم مشهد سينمائي ؟

حقيقة أم مشهد سينمائي
حقيقة أم مشهد سينمائي

بعد خمسين عاما من " قفزته العملاقة " لازال نيل أرمسترونغ حتى اليوم يصنع الحدث، بين مؤيد لحقيقة هبوطه على سطح القمر و معارض لذلك، فكيف يحاول كل طرف إقناع الآخر بحججه، و هل كانت مهمة أبولو 11 فعلا مجرد خيال سينمائي!.

بتاريخ العشرين من شهر جويلية/ يوليو عام 1969 قام رائد الفضاء نيل آرمسترونغ رفقة شريكه إدوين "باز" ألدرين بالهبوط بنجاح على سطح القمر بواسطة مركبة أبولو 11 (نفس تسمية المهمة)، بعد حوالي ست ساعات و نصف من الهبوط أخذ آرمسترونغ أول خطوة فوق سطح الكوكب الأبيض قائلا جملته الشهيرة " إنها خطوة واحدة صغيرة لرجل، و قفزة عملاقة للإنسانية"، بهذه الكلمات و هذه الخطوة الصغيرة حقق آرمسترونغ حلم الرئيس الراحل كينيدي الذي كان أول شخص يطرح فكرة وضع شخص على القمر.

بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية كان نجاح هذه المهمة بمثابة صفعة للاتحاد السوفياتي في إطار الحرب الباردة و يمكن القول أن الثغرة حدثت بشكل أو بآخر في هذه النقطة و جعلت العديد من الأشخاص يعتقدون أن الهبوط على القمر لم يكن إنجازا حقيقيا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية من خلاله تطوير قطاع الفضاء الخاص بها، بل كان مجرد تمثيلية تبرز بها التفوق التكنولوجي على الإتحاد السوفياتي، من هذا المنطلق ظهرت ما يسمى " كذبة الهبوط على سطح القمر".

تعريف:

كذبة الهبوط على سطح القمر هي فكرة شائعة تقول بأن حكومة الولايات المتحدة زيفت هبوط أبولو 11 على سطح القمر في عام 1969. و أن هبوط كلا من باز ألدرين و نيل أرمسترونغ لم يكن سوى مشهدا تم تصويره بعناية كبيرة، غالبًا ما يدعم أصحاب هذه النظرية أقوالهم من خلال الإدعاء بأن التكنولوجيا والموارد اللازمة للسفر إلى القمر لم تكن متاحة في ذلك الوقت و أن التناقضات في الصور الفوتوغرافية وأدلة الفيديو للهبوط تشير إلى أنه تم تنظيمه.

الحجج التي تؤكد الهبوط:

على الرغم من شعبية النظرية التي تنفي الهبوط، إلا أن هناك ثروة من الأدلة العلمية التي تثبت حدوث هبوط أبولو 11 على سطح القمر. و فيما يلي نذكر بعض الأدلة الأكثر شيوعًا التي تتعارض مع نظرية المؤامرة:

الصخور التي عادت مع رواد الفضاء من القمر:

هناك أدلة مادية على صخور القمر التي جمعها رواد فضاء أبولو حيث تمت دراسة هذه الصخور وتحليلها على نطاق واسع من قبل علماء من جميع أنحاء العالم ووجدوا أن لها خصائص فريدة من نوعها للقمر. كما أن الصخور قديمة للغاية ، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 4 مليارات سنة ، مما يوفر دليلاً على تكوين القمر. الصخور مخزنة حاليا في مركز جونسون للفضاء بهيوستن، تكساس.

صخرة من الصخور المحفوظة.
صخرة من الصخور المحفوظة.

الأدلة الفوتوغرافية:

هناك العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تم التقاطها خلال مهمات أبولو. بينما يجادل بعض منظري المؤامرة بأن الصور تم التلاعب بها أو خلقها من الصفر إلا أن خبراء التصوير الفوتوغرافي وتحليل الصور أكدوا أن الصور أصلية.

طاقم العمل الضخم:

مما لا شك فيه أن برنامج أبولو قد نجح بفضل جهود مئات الآلاف من الأشخاص ، بما في ذلك العلماء والمهندسون ورواد الفضاء. و من المستبعد جدًا أن يتم تنفيذ مثل هذه الخدعة على نطاق واسع دون أن يسرب أحد العاملين على المهمة الحقيقة التي يزعم منظروا المؤامرة أنه تم إخفائها.

الحجج التي تدحض نظرية الهبوط:

على الرغم من هذه الأدلة، لا تزال نظرية مؤامرة الهبوط على القمر قائمة. فالعديد من الأشخاص لازالو مقتنعين تمام الإقتناع بفكرة تزييف الهبوط و بأن الولايات المتحدة أرادت فقط نفخ غرورها بهذه الخدعة.

غالبًا ما تستند الحجج ضد الهبوط على القمر إلى قلة الثقة في الحكومة الأمريكية، و فكرة أن كل الخبراء الذين دحضوا نظرية المؤامرة هذه هم خبراء أمريكيون أصلا، مما يعني أن لهم مصلحة في إقناع العامة بأن الهبوط على القمر كان صحيحا، و يدافع أصحاب نظرية المؤامرة عن فكرتهم بعد حجج نذكر أبرزها:

نقص التكنولوجيا:

يقول بعض الناس بأن التكنولوجيا في ذلك الوقت لم تكن متقدمة بما يكفي للسفر إلى القمر إذ يزعمون أن المركبة الفضائية لم تكن قادرة على النجاة من الإشعاع المكثف لأحزمة فان ألين* أو درجات الحرارة القصوى على سطح القمر. ومع ذلك ، فقد دحض خبراء الفيزياء والهندسة والسفر الفضائي هذه الادعاءات. العلماء صرحوا أن الحل للنجاة من إشعاعات فان ألين يكمن في نظرية " السير عبر النار " و هي نظرية تقول أنه إذا سار الجسم عبر النار بشكل سريع كفاية فإنه لن يتأثر بها، و هذا ما تم تطبيقه في مهمة أبولو 11.

التناقضات في الأدلة الفوتوغرافية:

يشير بعض الأشخاص إلى التناقضات المفترضة في الأدلة الفوتوغرافية والفيديو للهبوط على سطح القمر حيث يزعمون أن الظلال في الصور خاطئة و أن العلم الأمريكي يبدو وكأنه يلوح في مهب الريح رغم أنه لا وجود للهواء لكن الخبراء في المركز الوطني البريطاني للفضاء أكدوا أن العلم لم يكن يرفرف و إنما تجعد بسبب طريقة إدخاله الخاطئة في القضيب المعدني الذي ثبته على سطح القمر حيث ظل رائد الفضاء يحركه ذهابا و إيابا حتى يثبت بإحكام مما أدى لظهوره بذلك الشكل، كما أكد الخبراء أيضا أن الظلال والميزات الأخرى للصور تتوافق مع بيئة القمر.

الصورة الشهيرة و رفرفة العلم.
الصورة الشهيرة و رفرفة العلم.

قلة النجوم في السماء:

يشير البعض إلى عدم وجود نجوم مرئية في خلفية الصور الملتقطة على القمر. يزعمون أن هذا دليل على أن الصور التقطت في الاستوديو ، لأن النجوم كانت ستظهر في السماء. ومع ذلك، أوضح خبراء في علم الفلك أن النجوم لم تكن مرئية بسبب سطوع ضوء الشمس المنعكس عن سطح القمر.

مؤامرة الحكومة:

يجادل بعض الناس بأن الحكومة الأمريكية قامت بالهبوط على سطح القمر كتدريب دعائي للفوز بالحرب الباردة حيث يزعمون أن الحكومة كانت مستعدة لخداع الجمهور من أجل تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك ، لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء ، وقد شارك مئات الآلاف من الأشخاص في برنامج أبولو ، مما يجعل من غير المرجح أن تظل مثل هذه المؤامرة واسعة النطاق سرية.

عدم الصعود إلى القمر مرة أخرى رغم التطور الحالي:

يزعم الأفراد الذين إختاروا رفض فكرة الصعود إلى القمر أن الحكومة الأمريكية قد فشلت في تكرار المهمة بنجاح مرة أخرى لأنها لم تنجح قط في المرة الأولى رغم التأكيدات المستمرة من قبل مؤيدي فكرة الصعود على أن مهمة أخرى كمهمة أبولو 11 ستكون بلا فائدة و مجرد استنزاف للموارد لا أكثر.

ختاما:

جدال الهبوط على القمر مازال لحد اليوم قائما بين طرف مؤمن بحصوله و طرف يرفض ذلك، و لكل حججه التي قد تبدو مقنعة له، أثارت هذه الزوبعة العديد من الأعمال التي تحكي قصة الهبوط على سطح القمر و توثقها كما ألهمت فكرة عدم الهبوط أيضا العديد من الكتاب و المنتجين لإطلاق العنان لخيالهم و بناء سيناريو كامل حول هذه الفكرة.

أحزمة إشعاع فان ألن: نطاقان من الجسيمات المشحونة كهربائيًا تحيطان بالسطح الأعلى للكرة الأرضية. وتُسمى أيضاً الأحزمة الإشعاعية. وقد سميت الأحزمة باسم مكتشفها جيمس ألفرد ڤان ألن، عالم الفيزياء الأمريكي الذي اكتشفها في عام 1958.

تعليقات