القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

لغز المنتحرة(ربيكا ماوي زهاو )

لغز المنتحرة
(ربيكا ماوي زهاو )

ربيكا ماوي زهاو
ربيكا ماوي زهاو

بورما،

شرق آسيا،

دولة الفقر والديكتاتورية وإضطهاد الأقليات.

ولدت وعاشت هي ..ربيكا ماوي زهاو.

مولودة يوم 15 مارس عام 1979 ،

في إقليم تشين في عائلة فقيرة.

من صغرها كانت ربيكا طموحة ،

طموحها يتجاوز حدود عائلتها وحدود بورما البائسة نفسها.​

ولذلك سافرت إلى الخارج بعد انهاء دراستها، تنقلت بين بعض الدول حتى استقرت في النهاية في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

هناك فقط بدأت حياتها بالتحسن وشعرت أن الدنيا ابتسمت لها،

ربيكا ماوي زهاو وزوجها
ربيكا ماوي زهاو وزوجها

كانت تحلم طول عمرها بالعمل في مستشفى راقية وهذا ما حدث.

حصلت على عمل بالفعل في مشفى في كاليفورنيا وهناك قابلته ذات يوم بالصدفة ..

هو رجل الأعمال جونا شاكناي،

صاحب شركة مديسيس للأدوية،

باختصار الرجل ملياردير.

لكنه رغم ثراؤه لم يكن سعيد ولا موفق في حياته،

تزوج مرتين وانفصل عن زوجتيه.

لديه 5 أطفال أصغرهم ابنه ماكس،

عمره 6 سنوات وهو الوحيد الذي يعيش معه.

سنة 2008 شاكناي قابل ربيكا، لأسباب اعتبرها حلم حياته رغم الفروق الشاسعة بينهما.

لم تكن ربيكا بالغة الجمال على العكس كانت متوسطة وكلنا نعرف حالتها المادية ورغم ذلك سقط الرجل في هواها.

كانت ربيكا صاحبة ابتسامة خلابة ،

وجد فيها شاكناي صفات كثيرة مشتركة معه مثل عشقها للسفر والإنطلاق والمرح والمغامرات.

وبالفعل ارتبط بها.

ربيكا ماوي زهاو وزوجها وابنه
ربيكا ماوي زهاو وزوجها وابنه

على عكس كل توقعات من حول شاكناي، كان ارتباطه بربيكا ناجح جدًا وانعكس عليه بسعادة بالغة .

ورغم ثراؤه الفاحش إلا أن ربيكا لم تترك عملها الذي كانت تعشقه.

لكن في عام 2011 طلب شاكناي من جونا أن تترك عملها وتعيش معه في قصره الصيفي الفاخر الذي يبلغ سعره نحو 16 مليون دولار.

جونا وجدت في شاكناي حب عمرها وتعويضًا لها عن أي بؤس عاشت من قبل ولذلك تركت بالفعل عملها وذهبت للحياة معه.

وفي القصر بدأت ربيكا تعتني بشدة بالطفل ماسك حتى أصبح يرتبط بها ويحبها بشدة.

أم ماكس التي كانت تزوره من فترة لأخرى أمريكية تدعى دينا منذ البداية كانت تكره، ربيكا وتحتقرها وجاء ارتباط ماكس ابن دينا بها ليدفعها لمزيد من الكره والحقد عليها.

ورغم ذلك فقد سارت الأمور على أفضل ما يمكن بالنسبة لربيكا التي وجدت نفسها تعيش حياة المليونيرات المرفهة فلا تفعل الا الرسم و الإهتمام بماكس.

بعد فترة جاءت أخت ربيكا الأصغر "زينا" من بورما لزيارتها وبالفعل قضت معها بضعة أيام رائعة حتى جاء يوم مشؤوم.

يوم 11 يوليو 2011 كانت الأمور تجري كالآتي في قصر شاكناي..

ماكس يلعب في الطابق العلوي ،

ربيكا تستحم .

زينا في غرفتها.

فجأة سمع الكل صوت إرتطام عنيف بالأرض.

خرجت ربيكا وزينا مسرعتين نحو لتجدا المفاجأة القاسية...

ماكس ممدد على الأرض غارق في دماؤه وبجواره لوح التزلج الخاص به الذي يلعب به في القصر .

دخلت ربيكا في حالة من الهستريا والبكاء وبدأت تصرخ وتلوم نفسها بينما إتصلت زينا بالشرطة.

وصلت الشرطة بسرعة وكذلك وصل شاكناي ودينا أم ماكس وتم اصطحاب ماكس إلى المستشفي.

لكن شاكناي رفض أن تذهب معهم ربيكا إلى المستشفى خوفا عليها من دينا التي أصبحت تبغضها بعنف وتتهمها بالتسبب في حادث ماكس.

دخل ماكس العناية المركزة في المستشفى بينما ظلت ربيكا تبكي في القصر وكانت زينا أختها قد قررت قبل ذلك العودة لبورما وحجزت بالفعل تذكرتها.

أوصلتها ربيكا للمطار بينما جاء زائر آخر إلى القصر هو شقيق شاكناي،

آدم الذي جاء من سفر لمساندة أخيه.

أقام آدم شاكناي في قصر أخيه بينما بقي جونا شاكناي نفسه في بيت صديق له بجوار المستشفى.

يوم 13 يوليو الساعة 6 صباحًا استيقظ آدم مبكرًا للذهاب للمستشفى لزيارة أخيه وابنه ماكس.

آدم كان متوجه للمطبخ في طريقه لإعداد قهوته عندما رأى مشهدًا جعل قلبه يسقط بين قديمه...

امرأة معلقة في إحدى بلكونات القصر عارية تمامًا،

مشنوقة،

جثتها تتأرجح ميتة

مربوطة اليدين والقدمين .

وجهها مغطى بقميص أرزق.

وبدأ لغز غامض ومثير في قصر الملياردير.

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

آدم قال بأنه شعر بذهول عندما رأى الجثة المتأرجحة،

جري بسرعة نحوها،

وقف على منضدة صغيرة في الحديقة وأنزل الجثة على أرض حديقة القصر ،

كانت ربيكا وكانت تبدو ميتة .

آدم مدد جثتها وأجرى لها تنفس صناعي عن طريق الفم ولكنها كانت ميتة تمامًا.

إتصل بأخيه جونا في المستشفى ليخبره بموت ربيكا واتصل بالشرطة بعدها.

هنا توجد ملاحظتين غريبتين،

الأولى وهي رغم أن الحادث وقع في الصباح إلا أن الشرطة لم تصل إلا عند الظهر وخلال تلك الفترة ظلت جثة ربيكا عارية ممدة في الحديقة دون أن يغطيها أي شخص .

الثانية وهي رغم أن جونا كان شخصية عامة إلا أن وصول وكالات الإعلام الصحافة إلى قصره خلال وقت قصير كان غريب.

صوروا جثة ربيكا عارية قبل نقلها إلى المستشفى وبعضهم نشرها مع تغطية جسدها.

لحظه اكتشاف جثه ربيكا ماوي زهاو
لحظه اكتشاف جثه ربيكا ماوي زهاو

كل هذا كان غريب إلى حد ما.

في المستشفى انهار جونا أمام الخبر

يبدو أنه يعيش أيام تعيسة بالفعل ،

ابنه يصارع الموت وزوجته التى عشقها ماتت فجأة بشكل غامض .

ورغم ذلك فقد قام جونا بالإتصال بعائلة ربيكا، بعدها قامت أختها الكبرى ماري بالحضور إلى كاليفورنيا مع زوجها يوم 16 يوليو .

ولتكتمل أحزان جونا شاكناي مات ابنه ماكس المحتجز في المستشفى.

في القصر بدأت الشرطة التحقيق في الحادثين..

سقوط ماكس وموت ربيكا.

كانت المحققة التي تولت القضية قامت بزيارة القصر والتفتيش عن أي أدلة هناك..

وبالفعل وجدت عدة أشياء ،

الحبل الأحمر الذي شنقت به ربيكا كان مربوط بسرير غرفتها، كما وجدت سكينتين وفرش وألوان كانت تستخدمها ربيكا في الرسم.

على باب الغرفة كان فيه عبارة غريبة لا تفسير لها مكتوبة حديثًا ..

she saved him can you save her .

هي أنقذته ، هل تستطيع أنت انقاذها.

هي أنقذته ، هل تستطيع أنت انقاذها
هي أنقذته ، هل تستطيع أنت انقاذها

ورغم كل الشكوك المثارة حول القضية،

الشرطة خرجت بعد حوالي شهرين لتعلن أن سقوط ماكس كان حادث بينما موت ربيكا كان انتحار !!

الشرطة قالت إنه لا يوجد أي بصمات ولا dna لأي شخص غيرها في الغرفة وكان هذا غريب ولا يمكن تصديقه .

ثارت التساؤلات في الصحافة وفي كل مكان عن انتحار ربيكا الغامض وغير المفهوم إلا أن الشرطة ظلت مصرة على روايتها وهو أن الموضوع حادث انتحار.

أخت ربيكا وزوجها الذين وصلوا كاليفورنيا شكوا في الأمر وقرروا أن يشاركوا بأنفسهم في التحقيق في الأمر.

استعانت الأسرة بطببية شرعية خاصة لتقوم بالتحقيق وبالفعل ذهبت الطبيبة إلى غرفة ربيكا وبعدها خرجت لتبدي دهشتها واستياءها الشديد من كمية الأدلة الكبيرة الموجودة في الغرفة والتي قامت الشرطة بتجاهلها.

لكن الموضوع أصبح قضية رأي عام وكثر اللغط فيه وقتها فقط بدأت الشرطة تجري تحقيقات أخرى أكثر دقة.

أو ربما تم تكليف محققين آخرين من الشرطة بتولي القضية وخاصة بعد أن أصبحت قضية رأي عام وبدأ النظر فيها للشرطة بشكوك كبيرة.

تم استدعاء آدم شاكناي والتحقيق معه في شهادته .

الشرطة أخضعت آدم شاكناي لاختبار كشف الكذب بخصوص شهادته فكانت المفاجأة أنه فشل مرتين في الإختبار.

وفي القصر قامت الشرطة بإعادة التحقيق وتحفظت على أدلة في القصر وعندها بدأت تظهر مفاجآت...

آدم قال أنه أجرى تنفس صناعي لربيكا وقال إنه قطع الحبل وحمل جثتها وانزلها ولكن المفاجأة كانت أنه لا توجد أي بصمات على الإطلاق لآدم لا على جسد ربيكا ولا على الحبل.

لم تكن تلك هي المفاجأة الوحيدة لكن بفحص المنضدة التي آدم قال أنه وقف عليها لقطع الحبل اكتشتفت الشرطة شيئين:

أولًا أن المنضدة صغيرة وضعيفة ولا تتحمل أبدًا جسد آدم فكيف تحملت جسده وهو يحمل ربيكا،

ثانيا أن الحبل كان مقطوع من مكان مرتفع جدًا يفوق طول آدم بكثير ومن المستحيل أن يصل له بأي شكل.

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

▪︎صراحة لو لى سلطة في الموضوع كان أول من يحاكم هو الشرطة..

درجة إهمال تصل للتواطىء في هذه الجريمة.

وطبعًا هذا ليس طبيعي أبدًا لكنه إهمال مقصود وتجاهل له أسباب يعرفها جيدًا الشرطة نفسها وعائلة شاكناي.

تصوروا أنه فيما بعد عرف إن كان هناك أشخاص فى القصر نفسه ليلة الحادث غير آدم شاكناي وربيكا ؟!

محققة الشرطة وصلت لفتاة تسكن في غرفة قريبة من غرفة ربيكا في القصر نفسه، يبدو أنها تعمل هناك.

في شهادة الفتاة قالت إنها ليلة الحادث كانت مستيقظة في غرفتها الساعة 11 مساء،

كانت جالسة بجوار النافذة وسمعت صوت امرأة تصرخ وتقول : "ساعدوني " ثلاث مرات متتالية، وحددت أن الصوت

كان قادم من ناحية غرفة ربيكا ، كانت ستتصل بالشرطة لكن الصوت فجأة سكت،

فظنت أن شخص ساعدها أو أنها كانت واهمة.

بعد ثواني من سماع صوت الصراخ سمعت صوت موسيقى عالي جدًا استمر لمدة نصف ساعة.

صوت الموسيقى المرتفعة فيه جيران آخرون ساكنين بجوار القصر سمعوه أيضًا.

الغريب أن نتائج تحليل الجثة لم يتم الإعلان عنها لكن أثناء المحاكمة عائلة ربيكا استعانت بمحامي عبقري ،

المحامي أخضر دمية لربيكا ،

تشبهها في الطول والحجم والوزن وكل شيء وحتى كانت ملامحها آسيوية وطلب من الطبيب الشرعي أن يشرح عليها بالتفصيل ما وجده في جثة ربيكا وكان كلام الرجل مفاجيء...

الطبيب قال إن الجسد كان عليه آثار خربشة وجروح وعلامات تحرش.

يبدو أن ربيكا تعرضت لمحاولة اعتداء جنسي عليها.

بعدها تم إجراء تحليل آخر للجثة أكثر دقة وفيه اكتشفوا وجود أربع ضربات على الرأس بآلة حادة وكسر في إحدى فقرات العنق.

تخيلوا يا أصدقائي كل هذه الأدلة والشرطة ما زالت مصرة أن ربيكا انتحرت!!

القضية استمرت سنوات ولم يتم إدانة أي شخص فيها .

لكن سنة 2019 قرر فريق كامل مهتم بالجرائم المقيدة ضد مجهول

فتح القضية والتحقيق فيها.

قائد الفريق إسمه بول وهو خبير في علم الجريمة كان مقتنع تمامًا هو وكل فريقه إن موت ربيكا زهاو كان قتل وليس انتحار.

الفريق بدأ تحقيقاته من القصر لكن كان مضى وقت على القضية ،

الفريق بدأ استجواب كل من له علاقة بالقضية...

جوانا كان في المستشفى مع ابنه والكاميرات صورته طول الوقت.

آدم أخو جوانا، ليس لديه أي دليل براءة وأقرب شخص لتنفيذ الجريمة.

دينا زوجة جوانا السابق وأم ماكس،

كانت في المستشفى هي أيضًا طوال الوقت لكن كاميرات المراقبة التقطت شيء غريب جدًا.

دينا كانت بتخرج كل 20 دقيقة تقف أمام المستشفى ويبدو عليها التوتر كأنها تنتظر شخص ما.

عائلة زهاو كانت محبطة من تعامل الشرطة والقضاء الأمريكي في قضية ابنتهم لسنوات وهم يحاولون تحريك الأمر لكن بلا جدوى.

وسط كل هذا فجأة ظهر شخص جديد، شاهد عيان توصل له فريق التحقيق الجديد.

أخبرهم أنه ليلة 12 يوليو عام 2011 كان مار أمام القصر وجذب انتباهه شيء غريب ...

امرأة تقف مترددة أمام القصر الذي كان مظلم بشكل غريب في تلك الليلة.

لكن الموقف لفت انتباه الشاهد لتوقف وركز ليجد المرأة يبدو عليها التردد والتوتر.

الفريق عرض صور نساء من محيط شاكناي على الشاب الذي أشار لصورة دينا وأكد أنها هي.

فريق التحقيق تحدث مع زينة أخت ربيكا الصغرى التى كانت في زيارة لها ليسألها عن آخر لحظات لأختها.

زينا كانت سافرت بعد سقوط ماكس وقبل مقتل أختها، قالت إن ربيكا كانت متوترة وحزينة جدا وقالت إن دينا ستقتلها.

الفريق استجوب شرطي كان يعمل في قسم شرطة سانتياجو التابع له القصر أثناء وقوع الجريمة.

هذا الشرطي كان ضد كل ما يحدث

وقال إنه لو أصبح مأمور للقسم فسوف يفتح القضية مرة أخرى ويتم التحقيق فيها بشفافية لكنه لم يحصل على المنصب .

الشرطي قال إن مأمور الشرطة وقتها بيل جور طلب منهم غلق القضية واعتبارها انتحار كما قال أيضا إن جوانا شاكناي اتصل بالقسم وكلم المأمور بعد موت ربيكا وأخبره إن أسهم شركته في انخفاض بسبب موضوع ربيكا ودفع مبالغ كبيرة لغلق القضية.

بعد تجميع كل هذه التحقيقات والدلائل قام الفريق بعرضها على قسم شرطة سانتياجو لكنهم تجاهلوها تمامًا ورفضت الشرطة فتح القضية مرة أخرى رغم كل ذلك.

لو سألت عن تصعيد القضية لأعلى المستويات أخبرك أن ربيكا مجرد مهاجرة وليست أمريكية ولذلك فلن يتم الإهتمام بها.

آخر ما في الموضوع هو نظريات تفسير موت ربيكا..​

▪︎دعونا نبدأ بفرضية الإنتحار وهي التي حاولت الشرطة تصديرها للرأي العام بكل طريقة لدرجة إن البعض تحدث عن عادة توجد في شرق آسيا وهي الإنتحار بطريقة عنيفة ومعقدة لشخص ارتكب ذنب لكن الفرضية هي الأضعف بالنسبة لظروف القضية.

▪︎الفرضية الأهم هي أن آدم هو قاتل ربيكا بعد ما حاول أن يعتدي عليها جنسيًا فقاومته فاختلق موضوع الإنتحار.

هناك فرضية أن جوانا نفسه هو القاتل ولذلك حاول إغلاق القضية بسرعة.

▪︎دينا هي قاتلة ربيكا بسبب كرهها لها واعتقادها إنها مسؤولة عن إصابة ابنها ماكس.

▪︎هناك أيضًا فرضية تقول أن مقتل ربيكا اشترك فيه جوانا وآدم ودينا كل واحد منهم بدور ما.

رغم أن الشرطة أغلقت القضية إلا أن عائلة ربيكا وبعض المهتمين بها ما زال لديهم أمل في إعادة فتحها والتوصل لحقيقة ما حدث .

تمت .

وأنت صديقي القاريء:

ما رأيك في القضية ؟

تعليقات