تجربة فيلادلفيا: بين الحقيقة والأسطورة.
تجربة فيلادلفيا: بين الحقيقة والأسطورة. |
في زاوية مكتب صغير بارد جلس العالم موريس جيسوب محاطا بأوراق مبعثرة تحمل عناوين غريبة عن الفضائيين و الأطباق الطائرة، كان العالم منهمكا في الكتابة على أحد تلك الأوراق حين رن هاتفه الأسود العتيق فأجاب :
- نعم، معك موريس جيسوب.
صوت حاد رد من الجهة الأخرى:
- سيد جيسوب، معك مكتب بحوث البحرية ... هل يمكنك التقدم لنا لمناقشة أمر مهم يخص كتابك؟.
موريس ألقى نظرة سريعة على نسخة كتابه "قضية الأطباق الطائرة" الموضوع في أحد الرفوف خلفه ثم قال :
- طبعا، لا مشكلة.
صورة موريس جيسوب. |
في اليوم الموالي قاد جوزيف سيارته لمكتب بحوث البحرية أين تم إستقباله من قبل أحد الضباط العاملين هناك، هذا الأخير أراه مجموعة ملاحظات كانت قد وصلت لبريد المكتب في ظرف كتب عليه " عيد صفح سعيد "، جيسوب تعرف مباشرة على الملاحظات إذ أنها أخذت من كتابه المذكور سلفا و راح يقرأها مرة أخرى لعل فيها تغييرا بينما قال الضابط:
- بعض هذه المعلومات حساسة يا سيد جيسوب بل و يمكن أن نقول خطيرة و نود أن نعلم كيف حصلت عليها .
أنهى العالم موريس قراءة الرسائل ثم قال :
- قال أن إسمه كارلوس ميغيل آلندي و قد زعم أنه جندي سابق في البحرية الأمريكية، لم أصدقه أولا لكنه روى لي قصصا بدت حقيقية كما أعطاني رقم تعريفه ... كل قصصه كانت مثيرة للإهتمام لكن هذه ... هذه تأخذ النصيب الأكبر .
موريس قال ذلك وهو يشير بإصبعه لعنوان أسود غليظ :
- تجربة فيلادلفيا.
تجربة فيلادلفيا: بين الحقيقة والأسطورة. |
هل تم حقا إجراء التجربة؟
رواية كارلوس ميغيل تقول أنه في صبيحة أحد أيام شهر تموز/يوليو قامت القيادة بجمع طاقم المدمرة U.S.S eldridge بغرض إجراء تجربة ما على سفينتهم و قد كان ضمن الفوج المشرف على تنفيذ التجربة العالم الكبير آينشتاين بنفسه، و قد كان مشغولا حسب قول ميغيل بتوجيه طاقم من العمال لربط و توصيل أسلاك و آلات معقدة الغرض منها تسليط حقل كهرومغناطيسي على السفينة بهدف نقلها تلقائيا من مكان لآخر .
التجربة بدأت بعد بضع ساعات من التحضير و ما إن تم تشغيل تلك الآلات الغريبة حتى ظهر ضباب أخضر أحاط بالسفينة من كل الجوانب و فجأة إختفت المدمرة دون سابق إنذار .
تجربة فيلادلفيا: بين الحقيقة والأسطورة. |
المدمرة انتقلت آنيا من مكان لآخر.
هلل الطاقم المسؤول عن التجربة بنجاحها و راحوا يتبادلون التحايا و العناق غير مدركين أن السفينة قد ظهرت مرة ثانية في ميناء للبحرية الأمريكية في ولاية فيرجينيا على بعد 300 ميل من فيلادلفيا لوهلة ثم عادت مرة أخرى لموقعها الأصلي مخلفة أعراض جانبية أقل ما يقال عنها كارثية، إذ امتزجت أجساد البحارة بالحديد مما أدى لوفاة بعضهم بطرق بشعة و إصابة آخرين إصابات بليغة كما إختفى بحارة آخرون دون أدنى أثر .
التجربة فشلت فشلا ذريعا و لم تجد قيادة البحرية حلا غير التكتم على الأمر، و القول بأن البحارة المتوفين والمفقودين هم ضحايا معركة بحرية طاحنة.
تجربة فيلادلفيا: بين الحقيقة والأسطورة. |
أجساد البحارة تداخلت مع المعدن.
موريس جيسوب واصل التحقيق في قضية تجربة فيلادلفيا بعد انتهاء استجوابه مع البحرية و قد إتصل بعد أيام بصديق له ليخبره بأنه وجد خيطا جديدا في القضية لكنه لم يصل له قط للتحدث معه فقد وجد ميتا داخل سيارته، مختنقا بغاز أحادي أكسيد الكربون الذي كان ينبعث من أنبوب مطاطي يربط بين العادم و السيارة.
تم إعتبار موت موريس على أنه إنتحار لكن الطريقة الغريبة التي توفي بها جعلت الكثيرين يرون أن هناك أمرا مريبا و أن البحرية قد أمرت بقتله لإكتشافه سرا كان يجب أن يبقى مدفونا.
عام 1969 دخل لمكتب بحوث البحرية رجل يدعى كارل آلين و هو يحمل في يده نسخة من كتاب العالم موريس و إعترف للضباط هناك أنه هو كارلوس ميغيل، و أنه قد اختلق الشخصية ليتمكن من الوصول لموريس، و قد كان إعترافه هذا بمثابة صفعة لمتابعي نظرية المؤامرة و قصص الأطباق الطائرة و الفضائيين .
طبعا خرج العديد من الأشخاص بعد موريس الذين قالوا أنهم قد تواصلوا بدورهم مع طاقم السفينة أو مع أحد الأشخاص من البحرية لكن قصة موريس تبقى غريبة بسبب طريقة موته غير المبررة و التي لم تأخذ حقها الكافي من التحقيق .
تجربة فيلادلفيا اليوم تتأرجح بين الحقيقة و الأسطورة و لا أحد يمكنه أن يجزم حقا إن كانت قد حدثت بالفعل أم أنها مجرد حكاية لا أساس لها من الصحة .
هوامش:
لقد ثبت فعلا أن آلبرت آينشتاين قد عمل لفترة مع البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية لكن لا دليل يثبت أنه قد شارك في مشروع أو تجربة بهذا الإسم .
البحرية الأمريكية بدورها نفت وجود أي تجربة بهذا الإسم مع التأكيد على وجود تجارب أخرى لكن لا علاقة لها بتجربة فيلادلفيا و لا بمفهومها .
من الناحية العلمية يمكن تحقيق التجربة لحد ما لكن مع الأجسام الصغيرة و حسب و يستحيل أن يتم نقل سفينة كاملة مع طاقمها من مكان لآخر.
تعليقات
إرسال تعليق